القواعد الذهبية لتفاوض حول الوظيفة الجديدة


أن تحصل على فرصة للعمل هو بحد ذاته حلم يتحقق بالنسبة للكثيرين، لذا فالاقتناع بوجود إمكانية التفاوض للحصول على ظروف عمل أكثر راحة أو أجرة مرضية قد يبدو مهمة مستحيلة، وثقة بالنفس أكثر من اللزوم، وقد يخلق أيضاً نوع من الخوف من فقدان الوظيفة ككل!، ولكن في عالم المال والأعمال التفاوض فن حقيقي لا يتقنه أي كان، على الشخص أن يكون فعلاً واثقاً من قدراته المهنية، يملك رؤية واضحة وطموح وراء المعتاد، أمّا إذا كان سد الاحتياجات الأساسية كالمعيشة فقط هو الهدف الأول والأخير من القبول بأي عرض عمل، فإنّ هذا المقال بالتأكيد لن يقدم الشيء الكثير لهؤلاء.
واقع النظام الاقتصادي يفرض على مرشحي الوظائف تعلم وإتقان مهارات إقناع صحيحة الهدف الأول والأخير منها تحصيل عمل بشروط وظروف مرضية ومشجعة، هناك العديد من المدربين المختصين والخبراء في مجال تعليم فن وطرق التفاوض في مُقابلة عمل، وطبعاً الكثير من النصائح والنظريات لتحقيق النجاح في هذه الوضعية، ولكن ما سيأتي من “معلومات في هذا المقال” هو تطبيقات عملية صرفة بعيداً عن كل ما قيل  أو كُتب في هذا الموضوع.

ماذا يعني لك أن تحصل على وظيفة؟

ما يراه الباحث عن وظيفة هو محاولاته المستميتة لدخول سوق العمل، واضعاً نصب عينيه فكرة أن الوظائف هي موارد متواجدة في العالم الخارجي، وهو ببساطة يحاول تأمين إحداها، مما يضعه في دائرة تفكير محدود حيث يعتقد دائماً أنّ أي شركة إذا ما منحته عملاً فهذا سوف يكون امتيازاً بحد ذاته، كأنّ ذلك الموظِّف هو حارس مغارة فرص العمل، عقلية كهذه طبعاً لن تمكّن صاحبها من التفكير حتى بمفهوم التفاوض، وهي للأسف حالة نسبة كبيرة جداً من الباحثين عن فرص؛ أية فرص للشغل مهما كانت، وهو شيء مفهوم إلى حد ما لأنّ هناك عوامل اقتصادية ضاغطة تفوق قدرة الفرد وتحرمه حق الاختيار، وهذا موضوع شائك آخر…! .
ولكن كما قلت سابقاً، على من يسعى للحصول على وظيفة في ظل نظام اقتصادي شرس أن يكون شرساً بقدر شراسة النظام وإلاّ كان لقمة سائغة عند المؤسسات ومجرد موظف آخر يحرك عجلة الثروات لدى هؤلاء، من أجل هذا، على العقلية التي ترسخ لهكذا ضعف وخوف من أن تتغير، فالحقيقة التي تصعب رؤيتها تحت عوامل الضغط والرغبة الملحة في الحصول على أي عمل والسلام…؛ هي أنّ أي مرشح لعمل ما هو يقوم بعرض لعمالته والشركة الموظِّفة عليها أن تقدم له سعراً يوافق خدماته، فعوض أن يتصور أن الوظيفة المعروضة هي شرف وميزة منحه إياه المشغل، عليه أن يبدأ بتصورها كصفقة بينه وبين الشركة لتبادل العمالة والجهد مُقابل المال وميزات أخرى ذات قيمة كتأمين صحي جيد، بيئة عمل مُحفزة ومريحة وما إلى ذلك…، وهنا فقط يستطيع طالب العمل هذا أن يأخذ بعين الاعتبار مبادئ وأساسيات فن التفاوض في مُقابلة عمل.

لماذا عليك أن تتفاوض؟

قد يبدو الأمر طبعاً صعباً جداً ولا داعي له لأنّ الأغلبية سيظنون أن هذا سيؤثر بطريقة سلبية على ملفهم الشخصي وصورتهم أمام المشغّل، فلا أحد يريد أن يبدو منذ اليوم الأول في صورة الطماع أو يرفع سقف توقعاته فينتهي به الأمر بلا هذا أو ذاك! طبعاً على المرء أن يكون واقعياً هنا ولكن عليه أن يفهم هذا المبدأ بوجهه الإيجابي أكثر من السلبي؛ أن تكون واقعياً أيضاً هي أن تكون واعياً بقدراتك مهما كنت تظن أنك قد لا تساوي الشيء الكثير، وأنّ هناك العديد مثلك أو أحسن منك، عرض العمل بحد ذاته يعني شيئاً واحداً مؤكد وهو أن تملك مهارات ذات قيمة بالنسبة للمشغّل وعليك أن تستفيد منه بقدر ما سيستفيده هو منك، لذا كف عن وضع العذر تلو الآخر أمام طريق نجاحك، فحتى لو كانت الشركة صغيرة أو مبتدئة، خذها قاعدة في حياتك ككل؛ لا تبع نفسك بثمن بخس، تفاوض، تفاوض، تفاوض.
ولكن قبل ذلك، احذر هاتين:
أولاً: لا يجب تعميم مبادئ التفاوض؛ لأنها ترتبط على نحو عميق مع الديناميات الاجتماعية، الثقافية  والسياسية التي غالباً ما تكون حاضرة أيضاً على طاولة التفاوض، فالنصيحة التي قد تنفع شخصاً في أمريكا قد لا تنفع شخصاً بنفس المؤهلات في الشرق الأوسط مثلاً، ورغم أنه لا يجب تضخيم هذه العوامل إلاّ أنّه من الأجدى أخذها بعين الاعتبار.
ثانياً: لا تتفاوض فقط من أجل أن تبدو بمظهر القوي الواثق، أو خوفا من التعرض للاستغلال أو التمييز فذلك  سيدمر كل فرص، تفاوض بقوة ومن شعور نابع باعتقادك بقيمة ما تملك من مهارات، وقدرتك أنت على خلق الفرص، لأن الوظائف ليست منح يجود عليك بها المشغّل، وبالتالي يتوجب عليك أن تكون ممتناً فلا تطلب شيئاً في المقابل!.


شاركه على جوجل بلس

عن الكاتب Trouve Ton Job

هذا النص الغبي ، غير مقصود لقرائته . وفقا لذلك فمن الصعب معرفة متى وأين نهايته ، لكن حتى . فإن هذا النص الغبي ، ليس مقصود لقرائته . نقطة رجوع لسطر مدونة مدون محترف ترحب بك.
    تعليقات بلوجر

0 commentaires: